*مقالات: الإنسان.. قطبان متنافران
(الإنسان في ذاته مغناطيس بقطبين شمالي وجنوبي، لا تتغير طبيعته حتى بعد أن ينكسر يحافظ كل جزء جديد منه على هذه الطبيعة).#فصوص
قطبان لا يتجاذبان، محكومان من القدر بالمسافة..والبُعد!
في الواقع ليست تلك حقيقة علمية، بل مجرد فرض أوجدته خبرة ليست مقياساً للخلق وللحقيقة.
هل يمكن مقاربة الإنسان بالمغناطيس؟ في تناقضه وتنافره الذاتي؟
المغناطيس لا يعرف الإنفراد، لأنه مجبول على أن يكون بوجهين، شمالي وجنوبي، وكلما كسرته تحوّل الجزء الجديد منه إلى قطبين شمالي وجنوبي، إنها حقيقة علمية لا تتغير مهما قمنا بتكسير هذا المغناطيس إلى أجزاء أصغر.
ما الذي يعنينا من ذلك؟
هي بعضاً من ملامح الحقيقة التي تكشف مستوى تناقض الإنسان نفسه ومع نفسه!
الإنسان الفرد في ذاته مغناطيس ثنائي القطب مهما كانت شدته وعزمه رغم قدرته الفذة على الإنحياز إن شاء لقطب ما لسبب ما أو لكل الأسباب الممكنة، وهذا ما يميزه عن المغناطيس المُقدّر له أن يكون ثنائياً دائماً مهما كانت الظروف!
تجبر الكيمياء الفيزيائية المغناطيس على أن يتسم بخصائصه وصفاته، أن يستسلم لقانون الوجهين أو القطبين، فما الباعث للإنسان أن يُقلد المغناطيس؟
من بين أبرز القيم الأخلاقية وأهمها ربما قيمة تقول "ما لا تقبله على نفسك، لا تقبله على غيرك"!
هل يبدو ذلك مألوفا؟
هل يبدو ذلك معقداً؟
رغم ذلك سيقع أغلبنا في المصيدة، وسيمارس بوعي كامل فروض فعل #التناقض بإندفاع محموم كلما تعرض لضغط عاطفي ما.
إنه يتكسّر، يتحطّم لكنه يحافظ على طبيعته أن يظل بوجهين، شمالي وجنوبي..وليس للتجربة التي عاشها تأثيراً في أن يكون فرداً بقطب واحد!
جُلنا نُنظّر في الفضيلة وأصلها وجذرها، لكننا وبمجرد أن نصطدم بُجرح، بعقدة نفسية، حافز عاطفي، رغبة أو إنكسار، حتى تظهر فينا إزدواجية المغناطيس..!
رجل يدعو للعدل، يُهزم في اختبار قمع نفسه عن ارتكاب فعل جارح لأقرب الناس له وأبعدهم، بذات "الميكانيزم" .."التناقض"..
وليس أدل من ذلك سوى الزواج الذي هو سكن ومودة ورحمة!
ما هي درجة الجُرح الذي يخلفه زواج الرجل من ثانية على الأولى مهما كانت راضية ومتقبلة؟
ركز على القاعدة هنا وتجاوز الإستثناء!
والآن لنعكس المشهد، إمرأة ترغب في الطلاق وزوجها يمتنع عن تخليصها رغم توافر كل الأسباب واستحالة العيش، فقط لكي لا تكون لرجل آخر؟
في المرة الأولى، أقنع الرجل نفسه أنه مدعوم من الشرع والقانون وطبيعته المتعددة، ولم يفكر للحظة في مقدار الأذى الذي ألحقه بإمرأة هي زوجته وإن كانت هي نفسها من زرع الفكرة في رأسه!
وفي الثانية..تجاهل الشرع والقانون وطبيعة المرأة لأنهم هنا لا يتوافقون مع مزاجه ومصلحته وغروره.
ثمة قناعة راسخة هنا، وهي إنه لا يوجد إمرأة في هذا الكون الواسع ستمرر شعور الخذلان والصدمة والألم من نفسها حتى وإن رقصت في زواج زوجها، هذه قاعدة ودعكم من الإستثناء لأنكم لا تحكمون إلا على الظاهر الذي ترونه لكائن عميق لا يعرف أسراره إلا الله سبحانه وتعالى..المرأة.
صورة أخرى وربما معاكسة، إمرأة نالت الطلاق من زوجها بعد حياة نكدة لم تعرف فيها طعم السعادة إلا بأطفالها، تتزوج سراً لأنها لا ترغب في الصدام مع أطفالها، تلتزم بكل واجبات زواجها السري في حب وتفان، لكنها تشعر بالهزيمة والألم في اللحظة التي تسمع فيها إن طليقها تزوج؟
رجل الدين الذي يستسيغ الزواج المؤقت من إمرأة مطلقة ويقلب الدنيا على ابنته أو أخته المطلقة حين يعلم إنها فكرت في أمرٍ استساغه!
المثقف الذي يدعم ويدافع عن حرية الرأي والإعتقاد ويشنّ في الوقت ذاته حرباً على معتقدات الآخرين!
المفكّر الذي يدعو ويحفّز الآخرين ""خارج مريديه" للتفكير النقدي الحر والمستقل لكنه يمارس الهيمة والقمع على من يتبعه!
الصحافي، الفنان، الرسّام، المصوّر، المغرّد، صانع المحتوى، الفرد العامّي، وكل من يمارس في السر نقيض ما يدعو له في العلن. جميعهم صورة واحدة لمغناطيس بقطبين سواء كان في صورته الإعتيادية أو بعد أن ينكسر إلى أجزاء أصغر!
هي صورة تحفر في أنفسنا شعورا بالغربة والغرابة، لتعيد سؤالاً بسيطاً للغاية.. لماذا نقبل لأنفسنا ما لا نقبله لغيرنا؟
لماذا نتحول إلى مغناطيس بقطبين.."بوجهين"..عندما تستفز مشاعرنا، أو حتى عندما نحاول أن نقنع الآخرين بنبلنا ونحن نسبح في بحر متناقضات لا ندركه إلا نحن ومن يعرفنا؟
هل بوسعنا أن نقاوم حد المنعة ممارسة الإزدواجية في حياتنا ومواقفنا وخياراتنا وآراءنا..أن ننحاز للحق والخير والحب حتى وإن كانت معاكسة لمصلحتنا؟
أم إننا سنبقى ذلك المغناطيس الذي لا يؤمن سوى بحقيقة القطبين..؟
أسألكم.. وأسأل نفسي قبلكم..!
اسلوب سرد قصصي جميل ورائع ، اتفق مع الكاتب فيما يقوله ، لكني اضيف شطر آخر من القول او الرأي نحن هنا امام مغناطيس غير الذي وصفه الكاتب ، فالمغناطيس مادة جامدة تحكمها تركيبة عناصر ، وان كان مراد الكاتب تقريب للاستدلال ليس الا ، لكنه نسي او تناسى او تغافل عن البعد الآخر الذي يحويه الانسان الذي تفرد عن سائر ما خلق الله ، فهو وان كان له بُعد ونزعة حيوانية كالاكل والنوم والتكاثر والحب والكره ، الا انه له ابعاد روحية فالانسان يحب الاثرة وحب المباهات والكبر والتواضع . وما نراه من مظاهر وصفه لطبيعة الانسان المعاصر متأثر مما يجبل عليه استطيع القول مجتمعة او البيئة التي هو فيها والاعراف التي تولدت لتلك البيئة ، ففي افريقيا مثلا في بعض مجتمعاتهم يتفاخرون بتعدد الزوجات الى اكثر حتى من اربع او عشر او ٥٠ ، وفي الهند يتشارك الاخوة في الزواج من امرأة واحدة وبعض المجتمعات اذا مات الزوج تنتقل ملكية الزوجة الى اخوته او اخوه . وفيما ما مضى الانسان الاوربي كان يعيش حين من الزمن لا يستحم مطلقاً ويعتبر من يلامسه الماء قذر او مس فطرته ، عكس الفطرة السليمة التى جبل عليها كل مخلوقات الله في حبها للنظافة . ولنا مختصر مفيد وشامل في المعنى عن الانسان في قول الحق سبحانه وتعالى "وهديناه النجدين" و "إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا" .
ردحذفاسلوب سرد قصصي جميل ورائع ، اتفق مع الكاتب فيما يقوله ، لكني اضيف شطر آخر من القول او الرأي نحن هنا امام مغناطيس غير الذي وصفه الكاتب ، فالمغناطيس مادة جامدة تحكمها تركيبة عناصر ، وان كان مراد الكاتب تقريب للاستدلال ليس الا ، لكنه نسي او تناسى او تغافل عن البعد الآخر الذي يحويه الانسان الذي تفرد عن سائر ما خلق الله ، فهو وان كان له بُعد ونزعة حيوانية كالاكل والنوم والتكاثر والحب والكره ، الا انه له ابعاد روحية فالانسان يحب الاثرة وحب المباهات والكبر والتواضع . وما نراه من مظاهر وصفه لطبيعة الانسان المعاصر متأثر مما يجبل عليه استطيع القول مجتمعة او البيئة التي هو فيها والاعراف التي تولدت لتلك البيئة ، ففي افريقيا مثلا في بعض مجتمعاتهم يتفاخرون بتعدد الزوجات الى اكثر حتى من اربع او عشر او ٥٠ ، وفي الهند يتشارك الاخوة في الزواج من امرأة واحدة وبعض المجتمعات اذا مات الزوج تنتقل ملكية الزوجة الى اخوته او اخوه . وفيما ما مضى الانسان الاوربي كان يعيش حين من الزمن لا يستحم مطلقاً ويعتبر من يلامسه الماء قذر او مس فطرته ، عكس الفطرة السليمة التى جبل عليها كل مخلوقات الله في حبها للنظافة . ولنا مختصر مفيد وشامل في المعنى عن الانسان في قول الحق سبحانه وتعالى "وهديناه النجدين" و "إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا" . حميد العلواني
ردحذف