"البيان" إلى سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.. من الكويت
بقلم - سعيد محمد سعيد:
كان مساء يوم
الاثنين الثاني عشر من ديسمبر من العام 2022 مساءً متألقًا بالإبداع والتميز
والتفاؤل والطموح الإعلامي الخليجي والعربي لمستقبل يحمل رؤية إعلامية ناهضة، ففي
سماء دولة الكويت الغالية لمعت نخبة من الأسماء كالنجوم، حيث احتفى ملتقى الإعلام
العربي بالفائزين بجائزة الكويت للإبداع في دورتها العاشرة.
في الحقيقة،
كنت وكل زملائي وزميلاتي المشاركين في غاية السعادة حينما أعلن الأمين العام لملتقى الإعلام العربي الإعلامي الأستاذ ماضي الخميس فوز
صحيفة "البيان" الإماراتية بجائزة فئة الأعمال الإبداعية عن المسلسل
الإذاعي الشعبي "سوالف بوعنبر" الذي أعددته ونفذته ضمن باقة بودكاست
البيان "رمضان ويانا أحلى".
ولأنها "كويت إشعاع الفكر والثقافة والفن
الراقي"، كان الاحتفاء بنا في أبهى وأرقى مكانة وتقدير في الحفل الذي رعاه
وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب الأستاذ عبدالرحمن المطيري وحضره
وكيل الوزارة الأستاذ محمد بدر بن ناجي، وكوكبة من كبار
الشخصيات والفنانين والكتاب والإعلاميين من مختلف دول مجلس التعاون الخليجي والدول
العربية، لا سيما وأن عدد المشاركين في هذه الدورة بلغ 1081 مشاركًا من مختلف
الدول العربية في الجائزة التي تنظمها هيئة الملتقى الإعلامي العربي والجمعية
الكويتية للإعلام والإتصال، وأكاديمية الإعلام المتكامل ونادي رقي لدعم الثقافة
والإعلام، وشملت فئاتها: جائزة الأعمال
الوطنية، جائزة المسؤولية الاجتماعية، جائزة العلاقات العامة، جائزة البرامج
التلفزيونية والإذاعية، جائزة تميز العلامة التجارية، جائزة برامج اليوتيوب
والتواصل الاجتماعي، جائزة حملات وسائل التواصل الاجتماعي، وجائزة الإبداع
الإعلاني.
بالنسبة لي كإعلامي وككاتب صحفي، أدين لدولة الكويت الحبيبة
بالكثير مما يمكن وصفه بأنه "الأساس الراسخ لتقديم رسائل إعلامية قيمة
المضامين"، وخلفًا در، أتذكر اللقاء الذي جمعني مع مجموعة من الصحافيين
الخليجيين في "ملتقى الصحافة الخليجية" عام 1999 مع "العميد الوالد
والمعلم الأستاذ أحمد الجار الله رئيس تحرير صحيفة السياسة"، ولا تزال كلماته
العميقة، بعد مرور 23 عامًا، ماثلة في ذاكرتي لتجسد نظرته التي سبقت الوقت بعقدين
من الزمان حين قال موجهًا :"يا شباب، ستكون هناك نقلة إلكترونية ضخمة قادمة
وهي تمثل أكبر التحديات أمام الصحافة والإعلام فاستعدوا لها وتأهلوا علميًا
ومهنيًا.. لن تكون الصحافة بعد عقدين من الزمان كما هي عليه اليوم"، وصدق
العميد، فها نحن نعيش مرحلة الإعلام الرقمي المذهل، ليس بكل تفاصيلها، فتلك
التفاصيل لا تتوقف مع التطور الهائل لمنتجات التكنولوجيا، والتي تلزم على كل
المؤسسات الصحفية والإعلامية أن تواكب عصرها.
ثمة موقف "توثيقي" لافت! كيف؟ تصادف انعقاد
الاجتماع رقم 109 لمجلس وزراء منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول
"أوابك" في ذات الفندق، وهو شيراتون الكويت، وتعرفت على شخصية محترمة
للغاية وهو المهندس عمران موصللي، وهو خبير سوري في قطاع النفط، وفي جنبات الحديث،
أبلغته بأنني صحفي بحريني حضرت للمشاركة في ملتقى الإعلام العربي واستلام جائزة
الكويت للإبداع عن فئة الأعمال الإذاعية عن عمل أنتجته لصحيفة "البيان"
الإماراتية.
هنا، أبلغني المهندس عمران بأنه كان يعمل في الثمانينات في
دبي، وكان ولا يزال من محبي صحيفة "البيان" لأنه كان معجبًا بشخصية
وأفكار ورؤية المغفور له الشيخ راشـد بن سعيد آل مكتوم، فالصحيفة إضافة كبيرة
وثرية للصحافة العربية، ووضعت لبنة قوية لصرح "الصحافة الاقتصادية"،
علاوة على ذلك، كان المغفور له من القادة الأفذاذ الذين وضعوا نصب أعينهم
"التنمية من أجل الإنسان"، ولهذا نرى اليوم دبي من أكثر النماذج العربية
تقدمًا على هذا الصعيد، والإنجازات تتوالى وفق ذات النظرة والرؤية العميقة التي يحملها
نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن
والده طيب الله ثراه.
زاد حديث
المهندس عمران سعادتي في رحاب دولة الكويت الجميلة وشعبها الغالي على قلوبنا،
وشعرت بالفخر أكثر وأكثر وأنا أحمل شرف الفوز بجائزة الكويت للإبداع باسم
"صحيفة البيان"، ولهذا سررت بأن أهدي هذا الفوز إلى مجلس
ومؤسسة دبي للإعلام وجميع العاملين فيها لجهودهم ومثابرتهم في مواكبة تطور الإعلام
والانتقال الرقمي، مستنيرين بتوجيهات سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حفظه الله
لا سيما على صعيد تأهيل القدرات والكوادر العربية القادرة على قيادة قطاع الإعلام
الرقمي والدليل على ذلك ما تشهده جائزة الإعلام العربي "جائزة الصحافة
العربية" بنادي دبي للصحافة، والتي كان لي شرف الفوز بإحدى جوائزها في العام
2008، هذا إلى جانب اهتمام المسؤولين بتقديم محتوى إعلامي راق من ناحية الفكرة
المبتكرة والأسلوب الإبداعي الذي يلبي شغف الجمهور على خارطة الوطن العربي، فهذا
الفوز يمثل لي تحديًا لمواصلة تقديم أعمال متطورة تسهم في تعزيز دور الإعلام
العربي والخليجي للارتقاء بالفكر والثقافة وترسيخ الهوية والتراث بصورة تواكب
متطلبات الإعلام المعاصر.
*إعلامي وكاتب من مملكة البحرين.
تعليقات
إرسال تعليق