في رحاب الشارقة.. يشرق المجد
هَالَنِي مَجْدُكِ لَمَّا أَشْرقَا*إذْ رَأَيتُ العِزَّ فَجْرًا صَادِقًا
بِشُمُوخٍ يَتَسَامَى رِفْعَةً*
وَسُمُوٍّ لِلْمَعَالِي السَّامِقَة
حَيرَتِي في دبا الحُصْنِ رُؤَىً*فَبِها النُّورَ بَهَاءً طَوَّقًا
وَبِـ "كلبا" زَنْبَقَاتٌ خَطَفَتْ*قَلْبَ مَسْحُورٍ يُنَاجِي
زَنْبَقَة
فَسَأَلْتُ النَّخْلَ: مَا ذَاكَ السَّنَا؟ وَسَأَلْتُ البَحْرَ: مَا
ذَا المُلْتَقَى؟
وَأَجَابَانِي بِهَمْسٍ آسِرٍ*اُقْصُدْ "الذيد".. أَلَسْتَ
"عَاشِقَا"؟
إنَّ لِلْعُشَّاقِ فِيهَا وَاحَةً*تَنْثُرُ الوِدَّ عَبِيرًا عَبِقَا
وَإذَا شِئْتَ تَعَنَّى نَحْوَهُ*جَبَلَ "الباف" وَطَابَ
المُرْتَقَى
نَفَدَ الصَّبْرُ وَضَاعَتْ حِيلَتِي*وَغَدَتْ نَبْضَاتُ قَلْبِي دَافِقَة
وَإذَا بِي بَينَ سِرْبٍ طَائِرٍ* بِسُرُورٍ فِي سَمَائِي حَلَّقَا
رَمَقَ الطَّائِرُ مِنِّي حِيرَتِي*قَالَ مَا بَالُكَ تَبْدُو مُطْرِقَا؟
كُنْ سَعِيدًا مُشْرِقَ الوَجْهِ فَمَا*أَنْتَ إلَّا فِي رُبُوعِ
الشَّارِقَة
أَنْتَ فِي أَرْضٍ كِرَامٍ أَهْلُهَا*يُسْكِنُونَ الضَّيفَ وَسْطَ
الحَدَقَة
وَبِهَا عَهْدُ الحَضَارَاتِ اِبْتَدَا*بِسِجِلًّ مِنْ عُصُورٍ سَاحِقَة
دَوَّنَ التَّارِيخُ دِيوَانَ العُلَا*حَيثُ بن أحمد ماجد وثقا
جَالَ بَطْلِيمُوسُ فِي أَرْجَائِهَا*رَاسِمًا مَهْدَ العُهُودِ
السَّابِقَة
وَهُنَا القَاسِمِي قد خَطَّ لَهَا*لِمَسِيرٍ
فِي عُلَاهَا الطُّرُقَا
الشيخُ سُلْطَانُ حَبَاهُ اللهُ مِنْ*أَعْذَبِ
العِلْمِ المَدَى وَالمَنْطِقَا
فَبَنَى صَرْحًا مِنَ الفِكْرِ الَّذِي*صَارَ
إشْعَاعًا مُنِيرًا أَلِقَا
بِأبِي خَالِدَ إذ صَاغَ الطُّمُوحْ* وَمَضَى
الرَّكْبُ كَسَمْتِ البَارِقَة
قَدْ رَأَى العَالَمُ فِيهَا مَوكِبًا* أَودَعَ
"النَّهْضَةَ" كُلَّ الأَرْوِقَة
قَاسِمِيُّونَ بَنُوهَا إذْ رَأَوا*أَقْدَسَ
الإخْلَاصِ.. حُبَّ الشَّارِقَة
وَإذَا نَاشَدْتَ عَنْ أَهْلِ الوَفَا*دُونَ
رَيبٍ هُمْ أَهَالِي الشَّارِقَة
إنْ سَأَلْتَ النَّاسَ عَنْ فِكْرِ المُدُنْ*سَيَقُولُونَ
اتَّجِهْ لِلشَّارِقَة
إِنْ سَأَلْتَ الوَرْدَ عَنْ مَعْنَى النَّدَى*سَتَرَى
فِي الوَرْدِ حُبَّ الشَّارِقَة
وَإذَا الشُّطْآنُ أَضْنَاهَا الغَرَامْ*
هُو ذَا عشْقُ بِحَارِ الشَّارِقَة
حِينَ تُمْسِي فِي اشْتِيَاقِ الهَائِمِ*
أَطْفِئ الشَّوقَ بِنَبْضِ الشَّارِقَة
وَخِتَامُ البَوحَ دَعْوَى زَاكِيَة*بَارَكَ
اللهُ عَطَاءَ الشَّارِقَة
تعليقات
إرسال تعليق